ب مجلس دعاء من آيات الجزء الخامس من القرآن الكريم - هيثم صديق – رؤى ومعنى
lit { color: #195f91; }



تأملات روحانية، تفسير الأحلام، ورؤى في المعنى والوعي.

404

We Are Sorry, Page Not Found

Apologies, but the page you requested could not be found.

Home Page

My Blog List

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025

مجلس دعاء من آيات الجزء الخامس من القرآن الكريم

مجلس دعاء  آيات الجزء الخامس من القرآن الكريم


الدعاء ليس كلمات تُقال فحسب، بل هو عبادة قلبية تُعيد ترتيب الداخل قبل أن تطلب تغيير الخارج، ومن أعظم ما يُعين القلب على الخشوع في الدعاء أن يكون مستندًا إلى القرآن الكريم، مستوحًى من معانيه، ومُرتبطًا بهداية الوحي لا بهوى النفس.

وهذا الدعاء مستوحى من آيات الجزء الخامس من القرآن الكريم، وهو جزءٌ تدور معانيه حول العدل، والأمانة، والتحاكم إلى الله، والتحذير من الظلم، وبيان أن الله تعالى لا يظلم مثقال ذرة، بل يضاعف الحسنات ويؤتي من لدنه أجرًا عظيمًا.
وقد صيغ هذا الدعاء بصيغة مجلسٍ متصل، ليُقرأ بتأنٍّ، أو يُستمع إليه بخشوع، أو يُتخذ وردًا لمن أثقلت قلبه المسؤوليات، أو أرهقته المظالم، أو أراد أن يُصلح طريقه مع الله.


🕯️ دعاء آيات الجزء الخامس من القرآن الكريم

الحمد لله الذي أنزل كتابه نورًا وميزانًا، وشرع لعباده العدل رحمة، والحدود صيانة، والأحكام حياةً للقلوب والمجتمعات، الحمد لله الذي لا يظلم مثقال ذرة، وإن تك حسنة يضاعفها ويؤتِ من لدنه أجرًا عظيمًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الذي بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمة، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم هذا الجزء من كتابك يعلّمنا أن الدين أمانة، وأن العدل عبادة، وأن الظلم ظلمات، وأن طاعتك نجاة، ومعصيتك هلاك، فنسألك يا رب أن تُصلح قلوبنا قبل أعمالنا، وأن تُقوّم سرائرنا قبل ظواهرنا، وأن تجعلنا من الذين يقومون بالقسط ولو على أنفسهم.

اللهم طهّر بيوتنا من الحرام، ونياتنا من الفساد، وأموالنا من الظلم، واجعل علاقاتنا قائمة على ما أحللت، بعيدة عمّا حرّمت، ووفّقنا لاتباع حدودك لا لتجاوزها، ولا تجعل أهواءنا حاكمة على شرعك، ولا شهواتنا قائدة لقراراتنا.

اللهم إنا نعوذ بك من الظلم كله، ظلم النفس، وظلم العباد، وظلم القلوب إذا أعرضت عن الحق، ونسألك أن تجعلنا من الذين إذا ذُكّروا تذكّروا، وإذا بُيِّن لهم الحق اتبعوه، ولا تجعلنا من الذين يعرفون الحق ثم يحيدون عنه.

اللهم إنك أمرت بالعدل والإحسان، ونهيت عن الفحشاء والمنكر والبغي، فاجعل العدل ساكنًا في قلوبنا قبل أن يظهر في أفعالنا، واجعل الإحسان خُلُقًا ثابتًا في تعاملنا، واجعلنا من الذين يؤدّون الأمانات إلى أهلها، وإذا حكموا بين الناس حكموا بالحق.

اللهم لا تجعل لنا نصيبًا من الذين يطيعون بعض الكتاب ويكفرون ببعض، ولا من الذين يريدون أن يتحاكموا إلى غير حكمك، بل اجعل تحاكمنا إليك، ورضانا بحكمك، وتسليمنا لقضائك، ويقيننا التام بأنك لا تظلم أحدًا.

اللهم اغفر لنا ما قدّمنا وما أخّرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما نحن به أعلم، ولا تجعل ذنوبنا سببًا لحرماننا فضلك، ولا تقصيرنا سببًا لإغلاق بابك، فأنت أرحم الراحمين.

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همّنا ولا مبلغ علمنا، واجعل الآخرة نصب أعيننا، ولقاءك أحبّ إلينا من كل ما سواك، واكتب لنا صلاح القلوب، واستقامة الطريق، وحسن الختام.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


التوصية بالتكرار والعمل بالدعاء

يُستحب للمسلم أن يلتزم الدعاء بتكرارٍ يُعين القلب على الحضور، فقد كان النبي ﷺ إذا دعا كرّر الدعاء ثلاثًا، وهو الوارد في السنّة الصحيحة، لما في التكرار من إظهار الافتقار، وتعميق الرجاء، وترسيخ المعنى في القلب.

ولا حرج أن يكرّر المسلم هذا الدعاء:

  • 3 مرات اقتداءً بالسنة

  • أو 7 مرات بنية الإلحاح في الدعاء

  • أو 11 مرة لمن اتخذ الدعاء وردًا ثابتًا للتزكية والمراجعة القلبية

على أن يكون ذلك من غير اعتقاد وجوب عددٍ معين، فالأعداد هنا وسيلة للمواظبة، لا حكم تعبدي مستقل.

ويُفضّل قراءة هذا الدعاء:

  • بعد صلاة الفجر أو العشاء

  • أو في الثلث الأخير من الليل

  • أو عند الشعور بالضيق وكثرة الهموم

نسأل الله أن يجعل هذا الدعاء سببًا للطمأنينة، وتصحيح المسار، ورفع الظلم، وقبول العمل، وأن يرزقنا وإيّاكم قلوبًا سليمة، وأعمالًا خالصة، وخاتمةً حسنة.


Google+ Linked In Pin It
ليست هناك تعليقات: