دعاء آيات الجزء السابع من القرآن الكريم
الجزء السابع من القرآن الكريم يُرسّخ معاني الوفاء بالعقود، والعدل في الحكم، والثبات على الحق دون مساومة، ويضع الإنسان أمام ميزانٍ دقيق: طاعةٌ تُنقذ، أو اتباعُ هوى يُضلّ. وفيه نداءات واضحة إلى إقامة القسط، واجتناب الظلم، والتحذير من تحريف الحق أو كتمانه، مع تأكيد أن الهداية بيد الله، وأن على العبد أن يصدق في طلبها ويسلك أسبابها.
ومن هذه المعاني العميقة، صيغ هذا الدعاء ليكون مجلسًا يُعين على الاستقامة، وحفظ العهد، ونصرة الحق، وليذكّر القلب بأن النجاة في الصدق مع الله، والعدل مع الخلق، والوفاء بما عاهد الله عليه.
🕯️ دعاء آيات الجزء السابع من القرآن الكريم
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتمّ علينا النعمة، وجعل الحق بيّنًا لا لبس فيه، وأمر بالعدل والإحسان، ونهى عن الظلم والعدوان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحكم وإليه المصير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الداعي إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم هذا الجزء من كتابك يعلّمنا أن العهد مسؤولية، وأن الحق أمانة، وأن العدل قُربة، فنسألك يا رب أن تجعلنا من الذين يوفون بعقودهم، ويحفظون مواثيقهم، ولا يبدّلون ولا يحرّفون، ولا يجعلون أهواءهم حَكَمًا على شرعك.
اللهم طهّر قلوبنا من الميل عن الحق، وألسنتنا من كتمان الصدق، وأعمالنا من الظلم، واجعلنا قائمين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسنا، ولا يجرمنّنا شنآن قوم على ألا نعدل، واجعل العدل أقرب للتقوى في أقوالنا وأفعالنا.
اللهم اجعلنا من الذين إذا سمعوا آياتك خشعت قلوبهم، وإذا ذُكّروا بحكمك سلّموا ورضوا، ولا تجعلنا ممن عرفوا الحق ثم أعرضوا عنه، أو استبدلوا الهدى بالضلال، أو باعوا آخرتهم بعرضٍ قليل من الدنيا.
اللهم إنك تعلم ضعفنا، وتعلم حاجتنا إلى هداك، فاهدنا صراطك المستقيم، وثبّت أقدامنا عليه، ولا تجعل في قلوبنا حرجًا مما قضيت، ولا تجعلنا فتنةً للذين ظلموا، ونجّنا برحمتك من القوم الظالمين.
اللهم ارزقنا بصيرة نفرّق بها بين الحق والباطل، ونورًا نهتدي به في زمن كثرت فيه الشبهات، واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
اللهم اغفر لنا ما قدّمنا وما أخّرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وتجاوز عن تقصيرنا، واكتب لنا صدق النية، وحسن العمل، وسلامة القصد، واجعل ختام أعمالنا رضاك، وخير أيامنا يوم نلقاك.
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
🔵 خاتمة المقال – التوصية بالتكرار والمواظبة
هذا الدعاء باب من أبواب الاستقامة والثبات على الحق، وقد ثبت في السنة أن النبي ﷺ كان إذا دعا كرّر الدعاء ثلاث مرات؛ لما في التكرار من حضور القلب وتعظيم الرجاء.
ويمكن المواظبة على هذا الدعاء:
- 3 مرات اقتداءً بالسنة
- أو 7 مرات بنية الثبات والعدل والوفاء
- أو 11 مرة لمن اتخذه وردًا لمراجعة النفس وتقوية البصيرة
على أن يكون ذلك دون اعتقاد فضلٍ خاص لعددٍ بعينه، فالعبرة بحضور القلب وصدق التوجّه.
ويُستحب قراءة هذا الدعاء بعد الصلوات، أو في أوقات الخلوة، أو عند الحاجة إلى اتخاذ قرار عادل أو الثبات على الحق، سائلين الله أن يجعلنا من الصادقين، العادلين، الموفين بعهده حتى نلقاه.