دعاء أدعية وآيات الجزء الثامن من القرآن الكريم
الجزء الثامن من القرآن الكريم ينقل القلب من دائرة الجدل والإنكار إلى ساحة الابتلاء والصبر والنجاة، ويكشف سنن الله في الاستجابة والهداية، ويُظهر دعاء الأنبياء في لحظات الشدة والخوف، حين لا يبقى للعبد إلا أن يلجأ إلى ربه بصدقٍ كامل.
وفي هذا الجزء تتكرر مشاهد الصراع بين الحق والباطل، ويظهر دعاء موسى عليه السلام وهو يواجه الفتنة، ويظهر دعاء المؤمنين بالنجاة من الظالمين، وطلب المغفرة، وسؤال الصبر والثبات، وهي أدعية قرآنية صريحة جاءت في سياق الابتلاء، فكانت مفتاح الفرج وسبب النجاة.
ومن هذه الآيات نفسها، وُلد هذا الدعاء، جامعًا بين ألفاظ القرآن ومعانيه، ليكون مجلسًا يُقرأ بخشوع، أو يُتخذ وردًا في أوقات الضيق والخوف والحيرة.
🕯️ دعاء أدعية وآيات الجزء الثامن من القرآن الكريم
الحمد لله الذي يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، والذي يعلم السر وأخفى، والذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم إنك تعلم ضعف قلوبنا أمام الفتن، وتعلم حاجتنا إلى نورك وهداك، فنسألك يا رب أن تشرح صدورنا للحق، وأن لا تجعل على قلوبنا أكنّة أن نفقهه، ولا في آذاننا وقرًا، ولا تجعلنا من الذين يرون الآيات ثم يعرضون.
اللهم إنا نسألك كما دعا عبدك موسى عليه السلام: ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي﴾، ونسألك أن تُدخلنا في رحمتك، فأنت أرحم الراحمين، فاغفر لنا ذنوبنا، وتجاوز عن تقصيرنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
اللهم إنا نعوذ بك أن نكون من القوم الظالمين، ونسألك كما جاء في كتابك: ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾، فنجّنا برحمتك من كل ظلم ظاهر وباطن، ومن كل فتنة تُضلّ القلوب وتُقسّي النفوس.
اللهم إذا اشتد البلاء، وضعفت الحيلة، واشتبهت الطرق، فأفرغ علينا صبرًا كما دعوت عبادك الصالحين: ﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا﴾، وثبّت أقدامنا، ولا تجعلنا نرتدّ على أعقابنا بعد إذ هدينا.
اللهم اجعلنا من الذين إذا ذُكّروا بآياتك لم يخرّوا عليها صمًّا وعميانًا، بل ازدادوا إيمانًا وتسليمًا، ولا تجعلنا ممن قالوا سمعنا وهم لا يسمعون، أو نظروا وهم لا يُبصرون.
اللهم إن كانت نفوسنا ضعيفة، فاقوِها بطاعتك، وإن كانت قلوبنا مترددة، فثبّتها بيقينك، وإن كانت أعمالنا قليلة، فبارك فيها بفضلك، ولا تحرمنا خير ما عندك بسوء ما عندنا.
اللهم اكتب لنا في هذا الدعاء نجاةً من الفتن، وسلامةً من الضلال، ونورًا في البصيرة، وثباتًا عند الامتحان، واجعل عاقبتنا إلى خير، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
التوصية بالتكرار والمواظبة
هذا الدعاء مستند إلى أدعية قرآنية صريحة وردت في سياق الابتلاء والصبر والنجاة، ولذلك يُستحب المواظبة عليه عند الخوف من الفتنة، أو الشعور بالحيرة، أو الحاجة إلى الثبات.
وقد كان النبي ﷺ إذا دعا كرّر الدعاء ثلاث مرات، وهو الوارد في السنة الصحيحة، لما في التكرار من حضور القلب وإظهار الافتقار.
ويمكن قراءة هذا الدعاء:
3 مرات اقتداءً بالسنة
أو 7 مرات بنية الصبر والثبات
أو 11 مرة لمن اتخذه وردًا في أوقات الابتلاء
من غير اعتقاد فضلٍ تعبدي لعددٍ معيّن، فالعبرة بصدق الدعاء وحضور القلب.
ونسأل الله أن يجعل هذا الدعاء سببًا للطمأنينة، ونورًا في زمن الفتن، ونجاةً من كل ظلم وضلال.