دعاء آيات الجزء السادس من القرآن الكريم
الجزء السادس من القرآن الكريم يُخاطب القلب وهو يحمل مسؤولية الإيمان في واقع مليء بالاختبارات، فيُذكّرنا بأن الطاعة ليست شعارًا، بل التزام، وأن العهد مع الله ليس كلمة تُقال، بل أمانة تُحفظ، وأن النجاة الحقيقية تكون في الصدق مع الله، والوفاء بالعهود، والوقوف عند حدوده.
وفي هذا الجزء تتكرر معاني العدل، والوفاء، والإنصاف، والخوف من خيانة الأمانة، مع تأكيدٍ واضح أن الله يحب المحسنين، ويبغض الظلم والخيانة، وأن من صدق مع الله صدق الله معه، ومن خان العهد حُرم التوفيق ولو كثر عمله.
ومن هذه المعاني القرآنية، صيغ هذا الدعاء ليكون مجلسًا قلبيًا يُعين على الثبات، وتصحيح النية، والوفاء مع الله، والنجاة من الزلل في زمن كثرت فيه الفتن.
🕯️ دعاء آيات الجزء السادس من القرآن الكريم
الحمد لله الذي أمر بالوفاء ونهى عن الخيانة، وشرع لعباده الحق ميزانًا، وجعل التقوى نجاة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، العليم بما تخفي الصدور، والخبير بما تكنّ القلوب، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الذي دعا إلى الأمانة والعدل، وبلّغ عن ربه أصدق البلاغ، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم هذا الجزء من كتابك يوقظ القلوب من غفلتها، ويذكّرنا أن العهد معك مسؤولية، وأن الطاعة لا تكتمل إلا بالوفاء، فنسألك يا رب أن تجعلنا من الذين يوفون بعهدك إذا عاهدوا، ولا ينقضون الميثاق بعد توكيده، ولا يبيعون آخرتهم بدنيا زائلة.
اللهم أصلح نياتنا، واهدِ قلوبنا، واجعل أعمالنا موافقة لأقوالنا، ولا تجعلنا ممن يقولون ما لا يفعلون، أو يظهرون الصلاح ويخفون غيره، وطهّر قلوبنا من الخداع، وأعمالنا من الرياء، وألسنتنا من الزلل.
اللهم إنا نعوذ بك من خيانة الأمانة، وخيانة العهد، وخيانة القلوب إذا مالت عن الحق، ونسألك أن تجعلنا قائمين بالقسط، شهداء لله ولو على أنفسنا، غير متبعين للهوى، ولا خائفين في الحق من لوم لائم.
اللهم اجعلنا من الذين إذا ذُكّروا بآياتك ازدادوا إيمانًا وتسليمًا، وإذا دُعوا إلى حكمك قبلوا ورضوا، ولا تجعل في قلوبنا حرجًا مما قضيت، وبارك لنا في طاعتك، واجعلها أحبّ إلينا من شهواتنا.
اللهم إنك تعلم ضعفنا أمام الفتن، وتعلم حاجتنا إلى رحمتك، فثبّت أقدامنا، واحفظ قلوبنا، ولا تجعلنا ممن زلّوا بعد البيان، أو خانوا بعد الأمان، أو انحرفوا بعد الاستقامة.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همّنا، ولا تُشغلنا بزخرفها عن الوفاء لك، واجعلنا من الذين يخافون يومًا تُقلب فيه القلوب والأبصار، ويحرصون على لقائك بقلوب سليمة وأعمال صادقة.
اللهم اغفر لنا ما قدّمنا وما أخّرنا، وما أسررنا وما أعلنا، ولا تؤاخذنا بما نسينا أو أخطأنا، واكتب لنا في هذا الدعاء قبولًا، وفي أعمارنا بركة، وفي قلوبنا نورًا، وفي خواتيم أعمالنا رضاك.
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
التوصية بالتكرار والمواظبة
الدعاء باب عظيم من أبواب الثبات، وقد كان النبي ﷺ إذا دعا كرّر الدعاء ثلاث مرات، وهو الوارد في السنة الصحيحة، لما في التكرار من إظهار الافتقار، وتعميق الرجاء، وحضور القلب.
ويمكن قراءة هذا الدعاء:
3 مرات اقتداءً بالسنة
أو 7 مرات بنية الثبات والوفاء
أو 11 مرة لمن اتخذه وردًا لمراجعة النفس وتصحيح العهد مع الله
على أن يكون ذلك من غير اعتقاد فضل خاص لعددٍ بعينه، وإنما الأعداد وسيلة للمواظبة لا أكثر.
ويُستحب قراءة هذا الدعاء في أوقات الخلوة، وبعد الصلوات، أو عند الشعور بتقصير في الأمانة أو ضعف في الالتزام، سائلين الله أن يجعلنا من الصادقين، الموفين بعهده، الثابتين على طاعته حتى نلقاه.