في تأويل رؤية المقال المكتوب والخط الحسن في المنام
قال أهل التعبير:
الكتابة في المنام تدلّ على ما يُظهره الإنسان من علمه، أو ما يُثبّته من أمره، أو ما يُقدّره الله له من أثرٍ يبقى ذكره بين الناس، وذلك على قدر حال الرائي وهيئة ما كُتب.
تأويل المقال الطويل
فمن رأى كأنّه يطالع مقالًا طويلًا أو يكتبه، وكان ذلك في موضع نافع، دلّ ذلك على سعةٍ في العلم، أو امتدادٍ في الذكر، أو بسطةٍ في الرزق، لأن الطول في المكتوب زيادة، والزيادة في المنام نماء.
وإن كان المقال متّصل المعنى، غير منقطع السياق، دلّ على اكتمال أمرٍ كان الرائي يسعى إليه، أو رسالةٍ قد نضج وقت ظهورها، ويكون فيها نفعٌ لغيره لا لنفسه فقط.
وقد قيل: كثرة السطور في الرؤيا تدل على كثرة الأيام التي يُذكر فيها الرائي بخير، إن كان مما كُتب صالحًا محمودًا.
تأويل حسن الخط
وأما حُسن الخط، فإنه يدل على حُسن السيرة وصدق القصد، لأن الخط عنوان القلب، فإذا استقام دلّ على استقامة الباطن.
وقيل: الخط الجميل قبولٌ في القول، وتوفيقٌ في العمل، وسلامةٌ من اللحن في الدين أو الخلل في الفهم.
ومن رأى خطّه حسنًا بعد أن لم يكن كذلك، دلّ على توبةٍ أو رشدٍ أو صفاء نيةٍ يُرزقها.
تأويل الصحيفة أو الموضع الذي كُتب فيه
وأما الصحيفة أو الموضع الذي تُكتب فيه المقالات، فإنها تدل على وعاء السرّ وموضع الأثر.
فمن رأى أنه يكتب في صحيفة تخصّه، أو موضع يُنسب إليه، دلّ ذلك على أن أمرًا من شأنه سيظهر للناس، ويُعرف به، ويكون له فيه نصيب من القبول، إن كان المكتوب حسنًا.
وإن كان الموضع مرتبًا منظمًا، دلّ على عقلٍ راجح وتدبيرٍ محكم.
الخلاصة في التأويل
فاجتماع طول المقال، وحُسن الخط، وصلاح الموضع يدل على بشارةٍ للرائي بنضج أمره، واستقامة قصده، وبقاء أثره بين الناس.
وهي رؤيا خيرٍ لمن كان من أهل العلم أو البيان أو الدعوة أو التعليم، وتكون له علامة توفيق، إن شاء الله.
والله أعلم بالصواب،
وهو الهادي إلى سواء التأويل.
رؤيا الكتابة في المنام
قال ابن سيرين رحمه الله:
الكتابة في المنام تدل على قضاء الحوائج وبلوغ المقاصد، فمن رأى أنه يكتب كتابةً مستقيمةً مفهومة، فإن له غرضًا يمضي فيه على خير، وأمرًا يسير في طريقه الصحيح، ويكون عاقبته حميدة إن شاء الله.
فإن أتمّ الكتابة أو فرغ منها، دلّ ذلك على تمام الأمر وانقضائه، ونيل المراد بعد سعي.
وقال الكرماني:
من رأى أنه يكتب، فإن الكتابة تدل على تدبيرٍ وحيلةٍ حسنة، وعلى عقلٍ يعمل في أمرٍ من أمور الدنيا أو الدين.
فإن كان خطّه حسنًا، دلّ على استقامة الطريق وسلامة القصد، وإن كان الخط رديئًا أو متقطعًا، دلّ على اضطراب في الرأي أو تأخّر في بلوغ المقصود.
وقال جعفر الصادق رضي الله عنه:
الكتابة في الرؤيا تؤول على ستة أوجه:
قضاء حاجة،
وثبوت أمر،
وعلمٌ يُنتفع به،
وأمانة تُؤدّى،
وعهد يُوفى،
وفرج بعد ضيق.
فمن رأى أنه يكتب في أمرٍ معروف، نال من ذلك الأمر بقدر إحكام كتابته ووضوحها.
خلاصة التأويل
فاجتماع قولهم يدل على أن رؤيا الكتابة علامة على غرضٍ يسعى فيه الرائي، فإن كانت الكتابة حسنة مكتملة، دلّت على صلاح الأمر وقرب انقضائه، وإن كانت ناقصة أو مضطربة، دلّت على تردّد أو تأخير.
والرؤيا في جملتها محمودة لمن كان قصده خيرًا، وسعيه في وجهٍ مشروع.
والله أعلم بالصواب، وهو أحكم الحاكمين.
من كُتِب له أو مُضِيَ له في ورقة
قال ابن سيرين رحمه الله:
من رأى في المنام أن ورقة كُتبت له، أو أن أمره أُمضي في ورقة، فإن ذلك يدل على قضاء أمرٍ مهمٍّ له، وفراغٍ من شأنٍ كان معلقًا، لأن الورقة في الرؤيا وثيقة، والكتابة فيها إثبات.
وقال الكرماني:
الورقة المكتوبة تدل على حكمٍ نافذ أو قرارٍ قد أُبرم، فإن كان المكتوب معلومًا ومفهومًا، دلّ على خيرٍ عاجل، وإن كان مختومًا أو ممضًى، كان ذلك أبلغ في تمام الأمر وانقضائه.
وقال جعفر الصادق رضي الله عنه:
الكتابة في الورق تؤول على إثبات المقاصد، ومن أُعطي ورقة مكتوبة، أو رُفعت له كتابة، نال قضاء حاجةٍ عظيمة، أو خرج من أمرٍ كان يقلقه، على قدر وضوح المكتوب وحسنه.
خلاصة التأويل
فرؤيا الكتابة في الورق، أو الإمضاء عليه، تدل على تمام شأنٍ وانقضاء أمرٍ مهم، وهي من الرؤى المحمودة، لا سيما لمن كان ينتظر حكمًا أو قرارًا أو فرجًا.
وتكون بشارة أكمل إن كانت الورقة نظيفة، والكتابة واضحة، والإمضاء ثابتًا.
والله أعلم بالصواب.
ومن رأى ورقة مكتوبة وتمكّن من قراءتها
قال ابن سيرين رحمه الله:
من رأى في المنام ورقةً مكتوبة وتمكّن من قراءتها وفهم ما فيها، فإن ذلك يدل على وضوح أمرٍ كان خفيًّا، وظهور حقيقةٍ تتعلّق به، أو بلوغ خبرٍ ينتفع به الرائي.
فإن كان المكتوب خيرًا، نال خيرًا، وإن كان تحذيرًا أو عتابًا، كان تنبيهًا له ليُصلح شأنه.
وقال الكرماني:
قراءة الكتابة في الورق تدل على العلم بالنتيجة، فمن فهم ما قرأ، أدرك مآل أمره، وزال عنه الالتباس، وكان ذلك أمارة على انقضاء التردّد واستقرار القرار.
وقال جعفر الصادق رضي الله عنه:
الورقة المكتوبة إذا قُرئت في المنام، فإنها تؤول على كشفٍ وبيان، وربما دلّت على بشارةٍ أو عهدٍ أو رسالةٍ صادقة، ويكون نفعها بقدر وضوح ألفاظها وسلامة معناها.
خلاصة التأويل
فرؤيا الورقة المكتوبة مع القدرة على قراءتها تدل على بيان الأمر وفهم المقصود، وهي خيرٌ من رؤيا الورق الذي لا يُقرأ، لأن القراءة علم، والعلم فرج.
وتكون الرؤيا أبلغ إذا كان المكتوب واضحًا غير مطموس، وكان قلب الرائي مطمئنًا عند قراءته.
والله أعلم بالصواب.
رؤية الورقة في المنام
قال ابن سيرين رحمه الله:
الورقة في المنام تدل على خبرٍ مكتوب، أو أمرٍ يُثبت، أو شأنٍ يُقضى، لأنها وعاء الكلام، وموضع الحكم والبيان.
فمن رأى ورقةً بيضاء، دلّ ذلك على انتظار أمرٍ لم يُفصل بعد، أو نيةٍ لم تظهر نتيجتها.
وإن كانت الورقة مكتوبة، دلّت على خبرٍ واقع أو قضاءٍ مبرم على قدر ما كُتب فيها.
وقال الكرماني:
الورق في الرؤيا يعبّر عن العهود والرسائل والأحكام، فمن أُعطي ورقة، أُعطي خبرًا أو حُكمًا أو أمانة.
فإن كانت الورقة سليمة واضحة، دلّ ذلك على خيرٍ وطمأنينة، وإن كانت ممزّقة أو مطموسة، دلّ على اضطراب أو تأخير في الأمر.
وقال جعفر الصادق رضي الله عنه:
الورقة تؤول على أربعة أوجه:
بشارة،
أو إنذار،
أو عهد،
أو قضاء حاجة.
ويُعرف تأويلها بحال الرائي، وهيئة الورقة، وما كُتب فيها.
تفصيل الدلالات
- الورقة المكتوبة: أمرٌ مقضي أو خبرٌ ثابت.
- قراءة الورقة: فهم النتيجة وزوال الجهل.
- الورقة البيضاء: انتظار، أو بداية أمر.
- الورقة الممضية أو المختومة: حكمٌ نافذ لا رجعة فيه.
- ضياع الورقة: تأخير في قضاء حاجة أو نسيان أمر مهم.
- خلاصة التأويل
رؤية الورقة في المنام من الرؤى الدالة على البيان والفرج، لأنها متصلة بالإثبات والكشف. وهي في الجملة رؤيا خير، إلا أن يُرى فيها ما يدل على فساد المكتوب أو تلفه.
والله أعلم بالصواب، وهو أحكم الحاكمين.