دعاء اليقين والنجاة المستجاب: أسرار آيات الجزء الحادي عشر
أسرار النجاة والبشرى: وقفات مع آيات الجزء الحادي عشر
يُعد الجزء الحادي عشر من القرآن الكريم دستوراً لليقين، فهو يضم آيات النجاة الكبرى في سورتي يونس وهود. هنا يعلمنا الخالق أن الضر لا يكشفه إلا هو، وأن البشرى حق للمتقين، وأن الصدق مع الله هو بوابة الفتح.
أنوار الآيات في واقعك ورؤاك
آية كشف الضر: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ). هذه الآية هي الحصن الحصين لكل من يشعر بضيق؛ فإذا رأيت في منامك أنك تخرج من نفق مظلم أو تنجو من غرق، فاعلم أن "إرادة الخير" قد سبقت إليك.
آية البشرى: (لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ). هذه الآية تعد أولياء الله بأن البشارة تسبق العطاء، وكثيراً ما تكون الرؤى الصادقة هي هذه "البشرى" الموعودة.
دعاء النجاة والبشرى والفتح الجامع للجزء الحادي عشر
"اللهم يا حي يا قيوم، يا من لا يُرد فضله، ولا يُكشف الضر إلا به، يا منجّي يونس من بطن الحوت، ويا من كشف الضر عن أيوب، ويا وليّ المؤمنين..
اللهم إنا نسألك ببركة آياتك في الجزء الحادي عشر، وبسر ما أودعت فيه من أنوار النجاة، وبجاه قولك الحق: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، أن تجعلنا من أوليائك المقربين، وأن ترفع عنا كل خوف، وتطهر قلوبنا من كل حزن، وتجعل لنا من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً.
اللهم يا من قلت لرسولك وللمؤمنين: (لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)، نسألك بشرى تسجد لها جباهنا شكراً، وتدمع لها عيوننا فرحاً، بشرى تمحو بها الأحزان، وتغير بها أقدارنا إلى ما تحب وترضى. اللهم إن ضاقت بنا الأسباب، فبشرى منك تفتح لنا بها أبواب فضلك التي لا تنغلق، واربط على قلوبنا بيقينٍ يزيل اليأس ويمحو التعب.
اللهم يا كاشف الغم، نسألك بسر قولك: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ)، أن تكشف عنا ما نزل بنا من ضر في أجسادنا، أو أرزاقنا، أو بيوتنا، واصرف عنا ما يؤذينا. اللهم إنك قلت: (وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ)، فأرِدنا بخيرك الواسع، وأرِنا عجائب قدرتك في تيسير عسيرنا، وافتح لنا أبواب فضلك التي لا يملك إغلاقها أحدٌ سواك.
اللهم بجاه سورة يونس وهود، ارزقنا 'صدق المقعد' عندك، واجعلنا من الصادقين في أقوالنا وأفعالنا. اللهم وبجاه قولك: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)، ارزقنا فرحةً من فضلك ورحمتك، تغنينا بها عن فضل من سواك.
اللهم اجعلنا ممن قلت فيهم: (وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ ۖ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ)، فاجعل استجابة دعائنا حقاً، وتحقيق رؤانا يقيناً. اللهم إنك قلت: (وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)، فإليك أنبنا وعليك توكلنا، فدبّر لنا أمورنا فإننا لا نحسن التدبير.. آمين."